الأحد، 27 سبتمبر 2009

اخطر مقالات هويدي وابراهيم عيسى عن التوريث في الجابون( علي بونجو )


مقال فهمي هويدي


।blogspot.com/2009/09/blog-post_9407.html">http://fahmyhoweidy।blogspot.com/2009/09/blog-post_9407.html


مقال ابراهيم عيسى


هل أرسل جمال مبارك برقية تهنئة إلي علي بونجو؟.. إن أقصي أحلام جمال مبارك والمحيطين به هذه الأيام هو أن يروا تجربة علي بونجو تتكرر في مصر بنفس الطريقة وذات المنهج، علي بونجو هو نجل الرئيس الجابوني عمر بونجو أقدم رئيس أفريقي مكث وتربع وتمجلس في كرسي الرئاسة لمدة 42عاما (في قائمة أقدم رؤساء أفريقيا يبرز اسم معمر القذافي الأخ العقيد في ليبيا الذي احتفل منذ أيام بأربعين عاما علي توليه الحكم وكذلك الرئيس حسني مبارك بـ28عاما مرشحة للزيادة )، مات عمر بونجو منذ أسابيع وتمت انتخابات رئاسية في الجابون مؤخرا أسفرت طبعا منذ أيام عن فوز السيد علي بونجو نجل بونجو الكبير بالرئاسة!التجربة البونجية (نسبة إلي بونجو) والحالة الجابونية (نسبة إلي الجابون) مرشحة للتكرار في مصر، الجديد في النموذج البونجوي أنه قد تمت انتخابات تعددية فعلا بين وزير داخلية سابق وزعيم معارضة تاريخي، وطبعا انهزما وفاز نجل الرئيس في انتخابات يشكك فيها المعارضون ويهلل لها الوارثون، لكن لعبة أن تجري انتخابات بين كذا مرشح لعبة حلوة من أهدافها استكمال الديكور وتزويق الاستبداد وتجميل القبح ثم بيع الصفقة للغرب، ومن هنا فإن السعي حقيقي في مصر للبحث عن كومبارس للترشيح أمام جمال مبارك في حالة اعتماد مشروع التوريث، والعيون طبعا تتجه لمرشح حزب الوفد الذي ستختاره اللجنة العليا وسيكون السيد الأباظي مثلا، وهناك حزب آخر من أحزاب مباحث أمن الدولة ستوفر مرشحا كوميديا، أما حزب التجمع فلن يرشح أحدا ولن ينتبه أحد إن رشح أو لم يرشح، ثم تظهر كذلك في النموذج البونجوي فرنسا، ففرنسا بالنسبة للجابون مثل أمريكا بالنسبة لمصر، دولة راعية دوليا وحليف وكفيل استراتيجي ومنفقة ومانحة وضامنة للقروض، فرنسا استعمارية تليدة مواقفها عفنة تجاه الشعوب المستضعفة، وهي أكبر دولة تنتصر للطغاة وترعاهم وتدعمهم وهي دولة عنصرية لايمكن أن تنتصر للشعوب الباحثة عن الحرية والديمقراطية فهي تعمل علي إجهاض أي حركة ديمقراطية في العالم العربي والأفريقي، ومن ثَمَّ كفلت علي بونجو وأيدته، وهو الأمر الذي قد يحلم به مشروع التوريث في مصر ويسعي لأن تختم أمريكا ختم الموافقة علي النموذج المباركي كما فعلت فرنسا في بونجو الجابون، طبعا حصلت مظاهرات واحتجاجات واسعة من المعارضة في الجابون، فقد كتم الرئيس عمر بونجو علي صدور الناس اثنين وأربعين عاما ولكن مصر لن تشهد شيئا من هذه الاحتجاجات، فالمعارضة المصرية هشة ونيئة ومُخْتَرقة برابطة أصدقاء مباحث أمن الدولة، لكن الشرط الوحيد لنجاح النموذج البونجوي في القاهرة هو أن يكون الرئيس عمر بونجو موجودا شخصيا وحاضرا بكل قوة وقويا بكل حضوره، فمازلت متأكدا أن مشروع التوريث لن يتم ولن تكون أمامه أي فرصة نجاح إلا في وجود الرئيس مبارك وإتمام الأمر علي عينه (ولعلي شرحت هذا السيناريو بتفاصيله أكثر من مرة) أما أن يتولي جمال مبارك الرئاسة بعد غياب الرئيس علي طريقة علي بونجو فهو أمر محفوف بشك عظيم يكاد ينسف المشروع نسفا؛ فالولاء ساعتها سيكون للأوامر والتعليمات من الجهات السيادية ولن يتمكن عضو من أمانة السياسات من رفع صوته قبل أن يستأذن في الكلام فما بالك بما هو أبعد من الكلام، من هنا يبدو اللغو المتناثر منذ فترة عن أن الرئيس مبارك سوف يتنازل عن الحكم في شهر أكتوبر القادم مع الاحتفالات بذكري نصر السادس من أكتوبر العظيم ويفتح الباب لمشروع انتقال الرئاسة لولده، يبدو لغوًا مصدره واضح ويحمل حلما وأمنية وطموحا من أنصار علي بونجو، محاولين دفع الناس عبر ضخ هذا اللغو وتلك الروايات في الساحة السياسية إلي التسليم بالتوريث كأمر واقع وإلي التعجيل به وإلي الضغط علي الرئيس عاطفيا وسياسيا للقبول بسيناريو الوراثة!الرئيس قال منذ أسابيع إنه سيكمل مدة رئاسته خلال العامين المقبلين ومن ثم نستطيع أن ننفي بثقة أنه سيتنازل عن الحكم ويعتزل الرئاسة في ذكري أكتوبر ومع ذلك فإننا ندعو الله أن يثبته علي رأيه ويحفظه لنا بحكمه وبإصراره علي حكمه إنقاذا للوطن من حكم ولده!نقلا عن صحيفة الدستور المصرية